Sunday, September 1, 2019

A letter to Matryona: fighting depression with writin

عزيزتي ماتريونا.
لا اعلم لماذا اكتب لك .. لا اعلم لا استريح و لا يهدأ قلبي إلا عندما اطلعك بخبايا أفكاري و ضعفاتي وسقطاتي.. ربما أنتِ الوحيدة التي تستمع لي بصدق دون شفقة و دون احكام و دون قصاص.. تستمع الي و تحتضني بكلامها لي..
أنا خائفة يا صديقتي، روحي تخبرني اسرار صامتة .. اشعر بجليد الموت يتساقط على غابات أفكاري المظلمة..  أشعر بأنني السبب ، اعرف ان كل فشلي كان بسببي، اعرف ان احزاني لا تولد الا احزان..
انا صامتة كبركان خامل منذ ملايين السنين تحت المحيط الهادئ.. انا اشعر باللهيب و التعرق و انا وسط بحر مثلج قرب بلاد روسيا القطبية..
‌انجديني يا صديقتي فالغرق يناديني.. اشعر بالتعب اللامتناهي.. الحزن الابدي، لا اعرف من اين و متى بدأ، هل ولدت هكذا؟ هل سأظل؟ هل يوجد دواء، ام هذا ليس داء؟ يا حبيبتي الوفية، اشعر بالتنهد و عدم القدرة على إيجاد كلمات تشرح الأسلحة النارية التي تنصب في قلبي و عقلي وروحي السوداء.. لم اعد استطيع ان اجد الوصف ، لم اعد ابحث عن الكلمات و عن المعاني و الفصاحة.. لم اعد احتمل التجارب ، لم اعد طبيعية و لم اعد احتمل الناس، لم اعد احتمل الحديث حتى لنفسي..امر بلحظات مريرة أفقد فيها نفسي وروحي ووعي .. هل من منجد؟ هل هذا نداء من الله لكي آتي إليه!! ماتريونا انا ابكي الان ولا اعلم ما بي.. قلبي يقول لي أنتِ لست بخير! عقلي يقول لي أنتِ مريضة و روحي تقول لي أنتِ ميتة! هل هذه اعراض مرض الشيزوفرينيا الذي قرأنا عنه قبلاً؟ أن كان هو! فأخبريني متى سأفقد عقلي وسأجن! متى سيأتي الموت يا عزيزتي..متى سأرحل في غيبوبة حتى رحيلي من هنا؟!
‌المحزن في الأمر هو أنني لا أعرف ما المحزن! اهو انا؟ اهي الحياة؟ اهم الاخرون؟ أكلنا سيئين؟
‌اظن أنه بسبب ضغط المجتمع علي..اشعر انني ضعيفة للغاية الان .. اشعر انني قد سقطت في فخ هذا العالم المنافق الذي لا يحب حقا والذي يرى من الخارج فقط ولا يهتم لاي شيء إلا لرغبته و حلمه في تحقيق أحلامه ..
‌اخشى أن لا يراني الآخر كما انا أرى نفسي..هذا كابوس حقاً .. هذا مخيف و متعب نفسياً و عقلياً و جسدياً و روحياً واجتماعياً.. أخشى أن أصبح لا شيء وسط وحوش.. وسط ملائكة ووسط آلهة يونانية كاملة و مكتملة، لا تنتظر إلا أن تُعبد و أن يقدم لها العذارى الجميلات و الأضحية اللذيذة..لكي تتمتع هي ..
‌  لا اعلم حقاً لقد نفذت الأسئلة مني، لقد توقفت دموعي من كثرة احزاني و ضياع كل ما هو جميل مني..  لم يتبقى لي الا الخوف.. كنت وانا صغيرة أخشى الظلام و الوحدة حقا.. الان هما ما تبقوا لي فقط..لا استطيع النوم في وجود ضوء أو نور ..لم استطيع النوم الا وانا وحيدة للغاية، وحيدة بدون شخص يشاركني  سريري و بدون شخص يشاركني تفكيري .. لقد عشت بمفردي فترات طويلة تعودت فيها على البقاء حزينة وحدي مع كل عيوبي و مخاوفي و شعوري بعدم الأمان..
‌اصبحت روحي لا تتعلق باحد ابدا.. لا اكترث ولا يهمني حقا الآخرين .أن كنت اهتم فافعل ذلك لأنني تعودت أن أكون لطيفة مع الآخرين. ولكن مع اول فرصة للتخلي والاعتذار، افعل ذلك سريعا وبدون تفكير.. اعتذر عن القرب و الألم و عدم الإمكانية.. تلك الأعذار التي نعرفها جميعاً وقت فشلنا في شرح مخاوفنا للآخرين.. ثم اهرب الي مكان خلوتي.  اهرب للراحة حيث لا يوجد اي دخلاء ، لا غرباء ولا متطفلين ، لقد كون هذا خوفي الشديد من التعرف على شخص جديد و من الحب، كان لدي شعور عميق و غير واعي بأنه لا يوجد شخصاً ما قد يفهمني لو يشعر بما مررت به.. خوف غير مبرر ولكنه أكبر شيء قد حدث لي .. أخشى أن أحب فانا لست جيدة للحب.. خوفي من السم في ذلك  العسل .  الحقيقة هي أنه لم يعد لدي طاقة لابذلها.. لم يعد لي شيء اعطيه للآخرين.. انا فقيرة حقاً من الداخل..الطيبة ليست كل شيء.. انا افتقر الإلهام والقوة الدافعة، الرغبة و الشغف و  التحفيز ، تلك الأشياء لم تعد موجودة في تلك الإنسانة التي تكتب الآن..اشعر بالا شيء و بالاشعور..اشعر بالبرد و النفور من كل شيء له علاقة بالحب و العلاقات ..
‌اشعر بوحدة لم تعد لي كعدو، تبدو كصديقة لي مسلية وقت غياب الغاليين مثلك يا ماتريونا أنتِ و ديميتري العزيز..
‌اخشى أن يطلب مني التغيير.. و لكن إن لم نحاول يا عزيزتي فما الجدوى! كيف سنعرف! هل سنخسر حقا؟! لا اظن..
‌الان اشعر بأنني افضل يا عزيزتي.. اشكرك لسماعي.. اريد ان اعلمك شيء اخير..تلك الرسالة لن ارسلها لك.. سوف تبقى معي لأنني بحاجة منها أكثر منك الان يا صديقتي الحنونة..فلتكوني بخير دائما.  صديقتك الوحيدة.

2 comments: